+
أأ
-

أزمة إيرباص إيه 320 وتأثيرها على حركة الطيران العالمية

{title}

أعلنت شركة إيرباص الأوروبية عن توقف آلاف من طائرات "إيه 320" في العالم لإجراء تحديثات برمجية عاجلة. جاء ذلك بعد اكتشاف أن الإشعاع الشمسي الشديد قد يتداخل مع أجهزة الحاسوب المسؤولة عن التحكم في الطيران.

وقال المتحدث باسم إيرباص إن العديد من شركات الطيران قد علقت أو أجلت بعض رحلاتها بعد تلقي تحذير فني يوصي باستبدال برنامج إلكتروني مرتبط بأنظمة التحكم لأكثر من 6 آلاف طائرة من طراز "إيه 320". وأوضح أن هذه الخطوة تأتي ضمن الإجراءات الاحترازية لضمان أعلى معايير السلامة الجوية حتى يتم تحديث البرنامج ومعالجة الخلل المحتمل في منظومة التحكم.

وأضاف أن هذا الإجراء يأتي بعد حادث طائرة "إيرباص إيه 320" تابعة لشركة "جيت بلو" الأميركية، التي واجهت مشكلة مفاجئة في التحكم أثناء رحلتها بين كانكون ونيويورك. وأكدت وكالة سلامة الطيران الأوروبية أنها رصدت هبوطا مفاجئا لطائرة من طراز "إيه 320"، مما أدى إلى فتح تحقيق معمق.

كيف بدأت المشكلة؟

كشف التقييم الفني الأولي أن المشكلة تعود إلى جهاز كمبيوتر "إيلاك" المسؤول عن التحكم في حركة مقدمة الطائرة. وأشارت الوكالة إلى أن الخلل إذا استمر دون معالجة قد يؤدي إلى تهديد سلامة الطائرة. كما أكدت الشركة أن الإشعاع الشمسي يمكن أن يفسد البرنامج، مما يعرض أجزاء البيانات الحساسة للاضطراب.

وأوضحت أن إجراءات الإصلاح ستختلف بحسب طرازات "إيه 320". ففي الطائرات الأحدث، سيقتصر الحل على العودة لإصدار برمجي أقدم أو تحميل تحديث جديد، فيما تتطلب الطرازات الأقدم استبدال وحدة "إيلاك" بالكامل، مما قد يستغرق أسابيع.

وتواجه شركات الطيران تحديات كبيرة في هذا السياق، حيث تعاني من نقص في ورش الصيانة بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الطائرات المتوقفة في انتظار إصلاح المحركات. ما يزيد من الضغوط خلال فترة موسمية حساسة.

ما تأثير المشكلة على حركة الطيران العالمية؟

أثرت الأزمة على شركات طيران عديدة حول العالم التي سارعت إلى تعليق أو تأجيل رحلاتها احترازياً بعد الاستدعاء الفني. ووصف خبير طيران هذا الاستدعاء بأنه "غير مسبوق" نظراً لنطاقه الواسع وضرورة تنفيذ الإصلاح قبل أي رحلة تجارية. وقد تأثرت شركات مثل الخطوط الجوية الأميركية وأفيانكا الكولومبية ودلتا للطيران.

وذكرت التقارير أن الخطوط الجوية الأميركية، أكبر مشغل لطائرات "إيه 320"، كانت قد أعلنت في البداية عن تأثر 340 طائرة، لكنها خفضت العدد إلى 209 بعد توضيحات من إيرباص. كما توقفت أفيانكا عن بيع التذاكر لتأثر أكثر من 70% من أسطولها.

وقالت دلتا للطيران إنها تتوقع إكمال التحديث لطائراتها المتأثرة. في حين ألغت إيه إن إيه هولدينغز اليابانية 65 رحلة بسبب الاستدعاء.

ما أبرز الحوادث في تاريخ إيرباص؟

منذ عام 2000، سُجلت 33 حادثة كبرى لطائرات إيرباص، أبرزها تحطم طائرة "إيه 320" الباكستانية في مايو 2020. وأشارت التقارير إلى أن القيمة السوقية لإيرباص تراجعت بعد الأزمة، مما يضعها في المرتبة 89 عالمياً.

وتعتبر هذه الأزمة من أكبر عمليات الاستدعاء في تاريخ الشركة، إذ تتطلب معالجة سريعة وشفافة لضمان عدم فقدان زخمها التنافسي. ورغم الأزمات، يبقى الطلب العالمي على الطائرات مرتفعاً بفعل النمو السريع في السوق الآسيوية، مما يجعل الطائرات ذات الممر الواحد حجر أساس في اقتصاد الطيران الحديث.

وفي ضوء التطورات، تبدو إيرباص في اختبار حقيقي لقدرتها على معالجة الخلل دون التأثير على سمعتها، مما قد يعزز صورتها التقنية في المستقبل.