الذهب بين الارتفاع والانخفاض.. ماذا تعني عملية التصحيح؟

بلغ سعر بيع غرام الذهب عيار 21، الأكثر رغبة من المواطنين في السوق المحلية، بالتسعيرة الرابعة مساء الأربعاء، 83.50 دينارا لغايات البيع من محالّ الصاغة، مقابل 80.10 دينارا لجهة الشراء.
وحسب النشرة التي أصدرتها النقابة العامة لأصحاب محالّ تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات، بلغ سعر الغرام الواحد من الذهب عيارات 24 و18 و14 لغايات البيع من محالّ الصاغة عند 95.60 و74.0 و56.20 دينارا على التوالي.
تتباين أسعار الذهب في الأسواق العالمية، نتيجة الإقبال الشديد من المستثمرين، الأمر الذي يرفع الأسعار بصورة كبيرة كما هو حاصل في الوقت الراهن، لكن هذه الأسعار قد تحمل مخاطر معينة عند وصولها إلى مستوى سعري "متشبع"، إذ يسعى المستثمرون وقتها إلى جني أرباح، وبيع مخزوناتهم من الذهب عند أعلى مستوى سعري ممكن.
عملية بيع الذهب وجني الأرباح هذه تسمى اقتصاديا بالتصحيح السعري، وهو حركة عكسية مؤقتة، تكون سلبية عادة، وانخفاضات لمدة قصيرة في الأسعار، وتحصل عندما "يتنفس السوق"، خلال الاتجاه الصعودي أو الهبوطي، وفي حالة الذهب هذه الأيام هو اتجاه صعودي إلى الآن، وعادة تصحيح الذهب يعني تراجعا مؤقتا يتبعه ارتفاع أكبر.
التصحيحات عادة تنهي تحركات الأسعار الكبيرة وتوازن معنويات المستثمرين، لأنها تكسر أدنى مستوى دعم محدد، وممكن أن يكسر مستوى دعم ثاني، واذا ثبت مستوى الدعم يعود الذهب لاتجاهه الصعودي مرة ثانية.
"قيمة الدعم الأدنى" للذهب موضوع معقد، لكن هناك بعض المؤشرات التي تساعد على فهمه، وهي التي يحددها المحللون والفنيون حسب تحديث البيانات والأسعار، فمثلا اليوم مستوى الدعم الأولي بين 4240 - 4200 دولار أميركي للأونصة، وغالبا يكون نقطة يرتد منها السعر للأعلى.
ثم يأتي دور المستوى الثاني، وهو بين 4180 - 4150، وأهميته تأتي من البقاء في اتجاه صعودي للذهب، وآخر مرحلة التي يسميها الاقتصاديون القاع، والتي تكون بين 4085- 4100 دولار، ويمكن أن تصل لـ 3980 دولار، وكسر هذا المستوى قد يصحح السعر أكثر أي نزوله بشكل أكبر
وفي مثال بسيط على التصحيح، عام 2010 حدث تصحيح في النصف الثاني من شهر حزيران، واستمر حتى النصف الثاني من تموز، خفض سعر الذهب بنسبة 7.8%، هذا التصحيح كان "فترة استراحة" واضحة - حيث أضاف الارتفاع اللاحق الذي استمر حتى شهر تشرين الأول 17.6% إلى سعر الذهب عند القاع مباشرة.










